المستشرقون وهوية الأمة الإسلامية
سلُّوا سيـوف الطعـــــن والسنان°°° ونقع الســم من طـرف اللسان
مستشرقون تطوعوا إلا قليـــــل°°°واشتغلوا باللغـــــــو في القرآن
أسيادهم من اليهود وغيــــــرهم°°°طمحوا الولوغ في نبعه الريان
لكنهم والله يــــــوفي بوعـــــــده°°°نصــــــرا وشَدَّ الأزر للإيمـان
البعض منهم بعد طـــــول مشقة°°°عاد لهــــدْي شريعة الرحمـان
وأغلبهم ضــــل في الغي سادرا°°°رغم الإعجاز بشـاهد البـرهان
أما الألـــيم فقد تشرب منــــــهم°°° أبناء جلدتنا محـجة الـزَّيــغـان
شباك الصيد وبالمكر أُلقـِـــــيَّت°°°في بحر شرعتنا غلت بخسران
هذا كلام الله ينقضُّ ظــــــــاهرا°°° بآيــاته الإعـجاز آي البــــيان
الاستشراق مصطلح يعبر عن اشتغال بعض العلماء من الغرب ومن غير بلاد الشرق المسلمة بالبحث والتقصي في تراث شعوبها، ويركز هؤلاء على الجوانب الروحية.الغالبية العظمى من المستشرقين المشتغلين بالمنحى المذكور،هم مبعوثون خصيصا من أجل البحث عن كل ما يشكك في أصالة وإنية الشعوب المستهدف تراثها بالعبث والتشكيك والإرجاف. البعض يتساءل لماذا كل هذا العناء والتحامل على تراث الآخرين، ومحاولة إيجاد الثغرات لكسر معنويات الشعوب، والحط من طموحاتها.الأسباب تكاد تنطق ،فالغرب وجد في القرآن الكريم والدين الإسلامي الحصن الذي يقف شامخا أمام أطماعهم في استغلال ثروات الشرق واستعباد شعوبه،الإسلام الذي يمتد ويظهر، وما يلقاه من تأييد واستساغة لدي العديد من الشعوب، التي كانت هدفا لأطماع الغرب ومن والى الغرب، وأهمهم الصهاينة المنتشرون عبر العالم الغربي وفلسطين.لذا كان من بين المكر والخداع أن شجعوا ثلة من الماكرين من أجل المهمة القذرة، الهادفة لتشكيك الشعوب في ماضيها وتراثها ،وهي تطمح بذلك أن تجعل هذه الأخيرة تلين وتصبح لقمة سائغة.صرفت الأموال الطائلة من أجل ذلك الهدف، ومولت الإرساليات وبنيت المعاهد، التي يتكلف بالتدريس فيها ثلة من هؤلاء المستشرقين، ومن بين المكر والحيلة أن يذكروا بعض المحاسن التي تمثل الدسم والعسل، لكنهم يضعون فيها جرعات من السم الزعاف، والأسف أن عددا كبيرا من أبناء أمة الشرق تخرجوا على أيدي هؤلاء، فكانوا نسخة منهم بل وأشد، والأمة اليوم تعاني من أفكارهم وتوجهاتهم أكثر مما تعانيه من المستشرقين أنفسهم.وعلى سبيل المثال نذكر من بين هؤلاء المستشرقين المغرقين في الولغ في التراث الإسلامي المستشرق (جولد زيهر(Goldziher والمستشرق(شاختSchacht) وغيرهما كثير.وما نراه من خضوع وخنوع وتقليد أعمى اليو م من سعالي وثعالب وذئاب وفئران أمتنا الذين تتلمذوا على أيدي هؤلاء وأصبحوا ممن يدعي الثقافة العصرية ويجاهر بالعداء والنقد اللاذع الهدام لحضارة أمته.
وفي مقابل ذلك نرى بعض المستشرقين الأحرار الذين كرسوا جهودهم للبحث العلمي المجرد من كل الخلفيات والأهداف الماكرة هؤلاء خلصوا إلى نتائج تعزز رسالة الإسلام وتؤكد صدق رسوله ،ومن بين هؤلاء المستشرق الإستاذ (فرتز شتباتF.Steppet) بجامعة برلين حينما وقف أمام المؤتمرين في مؤتمر عقده المستشرقون الألمان سنة 1980 ليعلن عن حقائق قد تخفى على كثير من المسلمين المعاصرين حيث قال مخاطبا إياهم :(أيها السادة العلماء: أرجو أن تفرقوا بين المسلمين المعاصرين وبين الإسلام،وأضاف قائلا: الإسلام دين الفكر والعلم والثقافة والعدل والحضارة والتقدم،ولكن المسلمين لم يتمسكوا به،وهم مدعوون لأن يسلموا حتى يصلح حالهم وتستقيم شؤونهم ويصبحوا جديرين بحمل الراية من جديد.
لم يكتف أعداء الأمة بهذا بل عملوا بكل خبث ومكر على إفساد الذوق وتلويث النهى بتشجيع الغث الضحل المنحط من الفن بكل ضروبه فشجعوا ومولوا السفهاء وعملوا على تثبيط همم المجيدين،سخّرت وسائل الإعلام والمؤسسات المانحة للألقاب والجوائز لتغدق على الأعمال التافهة المنحرفة وتنفخ فيها من دعايتها وهو ما جعل الكثير منا يتعود على الابتذال ويندمج فيه ومع كل هذا حاربوا العلماء والمخترعين وضيقوا عليهم وبلغوا حد تصفيتهم بالاغتيال .
يقول المثل الشعبي:علة الفولة من جنبها .إشارة إلى أن السوسة التي تنخر الفولة تتولد من داخل الفولة ومن جنبها وهو حال أمتنا .فمهما فعل أعداؤها لن يستطيعوا الفت في عضدها إنما الذي أطاح بها، ومرغ التراث في الوحل هم مجموعة من أبنائها، بعضهم ادعى العلم واغتصب الحقيقة، والبعض ادعى السياسة واغتصب مقاليد الأمور، والبعض امتهن العدل وأهانه، والبعض امتهن شؤون الدين وحرف تعاليمه، وأصبح في واد وتعاليم الإسلام وتراث الأمة في واد. والأمثلة على ذلك كثيرة ومخيفة كما ذكر. والدعوة اليوم لمن أراد النهوض أن يسلم إسلاما كاملا، ويستقيم استقامة تامة، وهو السبيل لمن أراد النهوض الحقيقي والتقدم الصحيح .وفي الأخير أستسمح الموضوع الذي لم ينل حقه وعذري أن المجال لا يسمح بأكثر مما قدمت . وأشكر المتابعين الذين أتموا قراءة الموضوع وتشربوا معانيه وأدركوا ما يهدف إليه.
أحمد المقراني
0 التعليقات:
إرسال تعليق