الخميس، 10 يناير 2019

مقال بعنوان /أم اليتامى /بقلم المبدع الأستاذ الكاتب أحمد المقراني

أم اليتامى
أمنا..قد حل الخطـــب بخطاه°°°°°من لنا من بعدك وجــها نراه
غير إن الرزء كل الرزء..آه°°°°° أن تتركينا نحتسي مرَّ الحياه
من لنا بالدفء والجسم صقيع°°°°°وروحك قد حلـقت عند الإله
أمنا..قد حل ذا الخطب الجلل°°°°° من لنا من بعدك طيفا نهواه
أمنا قد ضاع بصيص الأمل°°°°°من لنا بقلـــــب يأوينــا غشاه
قلب حب عبَّ من شحــــنته°°°°°يحتوينا ما لا نــلقى في سواه
فقد الأم  يورث همـا ثقيلا°°°°°لا نصير ما المصير يــا  ربـاه
هو ذا الخطب وقد وعدنا°°°°°سيفا طعـــــامه الرقاب والجـباه
هو حـــال طفلنا من البشر°°°°°ماتت النخوة فمن يجـلي أســاه
دهش الصيصان  لما رأوا أمهم جاثمة ، تحيروا لما أبطأت في النهوض، وهم ينتظرون أمًّا تبدأ في نبش الأرض بمخلبيها، وتزيح التراب برجليها، وتحدق بإمعان علها تجد حبة أو دودة أو أي شيء يؤكل ،وبكل إيثار تحرم نفسها مما وجدت لتقدمه لفلذات كبدها،وبإيثارها تدحض قول المتهكمين الذين جعلوا منها مثلاّ (حنان الدجاجة الحَرّ بلا ضرع ولا در)نسى هؤلاء أن الله عوضها عن ذلك  بالتضحية والبحث والجد لإطعام صغارها ،تؤثرهم على نفسها ولو كانت جائعة ،سعادتها تكتمل عندما تجد طعاما، وبصوت تخاله الموسيقى الحالمة تعزف النداء، فيقبل الصغار ببراءة يتسابقون للظفر بالمنحة الغالية،وتزداد نشوتها لما تراهم يستسيغون ما تقدمه.
طال الانتظار،جاع الصيصان وتحيروا لما رأوا أمهم الرؤوم ممددة على الأرض دون حراك ،لم يعلموا أن الموت زارها وقضى أمره فيها ازدادوا حيرة لما رأوا دجاجات أخريات في جد ونشاط، تماما كما كانت تفعل أمهم،صعدوا فوقها وهم يحاولون إيقاظها، وعلى غير عادتهم أحسوا بأن جسمها بارد،ذهب الدفء وحل به الصقيع. البعض منهم هام على وجهه لا يعرف وجهة يوليها. إرادة الله قضت أن يصبحوا يتامى.ولعل العزاء الوحيد أن أمهم ماتت دون أن تتدخل النواهس والكواسر ولا  يد البشر بالسكين أو بلي عنقها. ماتت وهو ما يجرعهم السم ويضاعف فيهم الألم.
ذكرني مشهد الدجاجة وحيرة صغارها بما يحدث اليوم لأمهاتنا اللواتي قضت عليهن إرادة مجرمي الحرب أن يقضوا تحت أنقاض منازلهن  وبنيران وشظايا البراميل المتفجرة وقصف الطائرات وغاراتها الجبانة ونيران مختلف أدوات الموت والدمار،من إخوان الإجرام العفن الذين    يسمون أنفسهم التحالف والحزم والحشد وجيش الدفاع والعصابات الطائفية وعبَّاد الكراسي والامتيازات في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها، تخيلت موقف أطفالهن وهم يهيمون تحت طائلة الخوف واليتم فلا يجدون المسعف.اللهم احفظ الأم ،اللهم متعها بالصحة وجنبها دواعي الألم، فهي قوام الحياة، وبعد الله هي سبيل النجاة.                                                              أحمد المقراني

0 التعليقات:

إرسال تعليق