الخميس، 15 نوفمبر 2018

رسالة إلى أم /بقلم المبدع الشاعر الأستاذ فاهم لفتة

رسالة إلى أم
--    ----  ----
قبل أن
نخصف نعل رحيلها
كان
على الوطن أن يحتضر من الضحك
والسلم الفارغ
يمد أصابعه للسماء
في كل ليلة يختفي فيها القمر

حكايا الجدات
تصب في أذن ألف(دلللول)
نسيت الحرب
أن تلقي بعباءتها الرثة عليها
وحيث أقف
سرب من الهلال البائسة
تخر عن سجود لا يعرف طريق الغيم

هي
المرة الاولى
التي ضحكت فيها حد التخمة
بجيب منتفخ
وشفاه تساجل كل حديث
هل كان علي
الصراخ..؟
أم لحلاوة الصمت حفل قادم
وحيث
يدير القدر ظهرة
المثخن بثقوب الادعية الباهتة
كان للقدر
رأي آخر في لون الغراب

عندها كنت أفكر
لماذا...
يسمي الناس الاذان بهذا الاسم..؟
أيكون الرب من أمرهم بذلك
تيمنا بجرس الكنائس
أم هو كناية عن البدء بالكذب...؟
كل ذلك كان يجعلني
أضحك
أضحك
حتى أن صلاتي لم تكن الا
رياضة يومية
علمني أياها أبي قبل الحرب
بعام

سأقتص
منه عندما يعود
الله في كل مكان
هكذا علمني
لماذا أذن نتجه لمكان واحد
كان عليه
أن يخبرني بذلك
قبل الكذب
يا لك من شرير يا أبي
ألم تقل لي
أنني إذا صليت ستعود أمي...؟
لم تأت
حتى أنها نسيت على الحبل
ثيابي البيضاء
قبعتي المحشوة بالصوف
حتى صوتي
تركته في شتاء بارد
يهلل للمطر
ألذلك الضحك من نهاية
هي أيضا
خذلتني كما فعل الجميع
سمحت لهذه الشمس
أن تعبث بملامحي
لم تقل لي:
أن الناس يعشقون شكلي قبل
كل شيء

آآه
لو كانت هنا
لجعلتها تفترش عباءتها
وتلقي بكل المناديل
التي تركتها
جدتي في درج زفافها المشؤوم
لعلها تعرف
إنها أرتكبت خطيئة الحب
كما يفعل أبنها
الان.
،
،
فاهم لفته

0 التعليقات:

إرسال تعليق