ليلة شتاء بارده
في ليلة شتاء بارده
كنت وحدي في انتظار
والشحار
أجداث دفء راقده
كنت وحدي
مثل عصفور في مدخنه
وكان بعض أحلامي النهار
كنت أنة وآها تجمدت
في صدار المرار
في ليلة شتاء بارده
مثل عمري ...مثل دمعي
مثل يوم ضيع الدهر شاهده
كنت قاب نظرة
لولا حجارة وشوارع راقده
يغرق الظلام وجهها
ويحرق الهوان رحمها
بألف غصة وزفرة صاعده
في ليلة شتاء بارده
طال ما كان في الأمس في اختصار
وتولى مهجتي نزف روح وانكسار
وحلت في صميم ذكرياتي
لوحة كنت ادعوها ... احتضار
وغاب عني ما كان بالأمس مني
لم يبق في جوارحي ...
غير أوهامي ....وظني
وتملكت فكري صورة وحيدة
مسودة ....سائده
أرى الدنيا حدادا .. وأني
بثوب الحداد أسير أغني
في ليلة شتاء بارده
على أسرة التراب
لحاف من ضباب
ودمعة السحاب الجامده
تهمي ...ونبكي سويا
وبالقرب منا .. بكل صوب
جثة الأمس الهامده
في ليلة شتاء بارده
قلوب راقده
وأعين أبت أن تقر ما تشاهده
وعبرة تجمدت
وأخرى معانده
ونبضة حزينة ..وئيدة صامده
في ليلة بارده
تخلت عني النجوم
وأشاح بوجهه القمر
وتشابكت في الكلوم
و اقتات قوتي القدر
وعقارب الساعة ..بطيئة شارده
وألف قلب مثل قلبي ..
في هموم خفية مراوده
في الغم ...في المطر
في الريح .. والصقيع
ورعشة الشجر
في ليلة شتاء بارده
تجمعت تحت نداف الثلوج
فراخ طيور داكنه
وكانت في الرياح الهوج
قبل حين ..مهزومة عائده
وشراع الصمت أسرى
وشؤون الليل تترى
ومهجتي وحدها في صلاة ساجده
كل ما حولي تنحى
وهدير الكون أضحى
في مسمع الكائنات جملة واحده
كل ما في تقدم كالسنين
صوتي ولوني ..والحنين
وذويت فيها مثل ذاتي الخامده
وانزويت ظلا .. وفي انطوت
ليلة شتاء بارده .
عزات ربوع
0 التعليقات:
إرسال تعليق