العدالة (نموذج لقراء ة لوحة شعرا وعند التمعن والدراسة مع خلفية معرفية واطلاع يمكن أن يتطلب الأمر سفرا).
أقبل مبعوث كسرى إلى عمر رضي الله عنه.كان المبعوث وهو في موكبه يفكر في طريقة دخول قصر الخليفة عمر ومن أي باب يدخل، تخيل الأسوار الحصينة بالمدر ومرصوف الرخام ومنقوش الحجر. أسوار تناطح السماء، على ردهات ومخادع تزينها الفسيفساء، أبواب من خشب الأرز العتيد، مدرعة بالنحاس والحديد، يحرسها كل قرم شديد، وفي الداخل أسراب الإماء يطفن بكؤوس اللمى، يلهجن بعذب ومنتقى النشيد، وتحت التصرف جوق من خيرة وأمهر العبيد.
كل ما دار بخلده.لم يجد في الواقع أثره. وأشد ما كانت دهشته لما استقبله الدليل وأشار إلى رجل ممدد تحت ظل نخلة وارفة الظلال يأخذ قسطا من الراحة بعد أن تعب من شاق الأعمال.ذلك الرجل هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين،إنه هناك بدون حراسة ؟.فما السر في استنامته وما السر في شعوره بالأمان؟.
عدلت فأمنت فنمت،كانت هذه هي الخلاصة التي استنتجها مبعوث كسرى.(عمر وإن مات مغتالا فاغتياله ليس بسبب العدالة بين الرعية).
هي العــــدالة ذاك الحســن والقيــَّـم°°°تسودُ بين الورى تسمو بها الأممُ
السِّــــلم باب وسبعُ العـدل حـــارسه°°°ويح الديّار إذا ما شــحَّـت الذمــمُ
ليس العــــدالة تخلو من نزوع هوى°°°ولا تُحصَّنُ لمـا يحـدث الســـَّــقمُ
وعلة وقْــــعِها فــي إثـــــم مهـــلكها°°°لما الحُماة لها يعوزُهــم الشّمــمُ
وعندما الطّعنة النجلاء قد صوِّبت °°° من أيد حارسها زاد بـــها الألـــمُ
لا يســــــتقيم بحال حـــــــــالنا أبـدا°°°لما العدالة بيننا يزرى بها الصَّـممُ
قال تعالى في الآية 8 و9 من سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8 ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ. (9) صدق الله العظيم الآيتان تشيران إلى عظمة ديننا ونبل شريعتنا. حيث نقرأ ونسمع ونتدبر في الآيتين ونعي بأن العدالة فوق كل شيء حتى مع خصومنا، فلا تحيز في تطبيق العدالة(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ) لا تقعوا في الخطيئة والجرم إذا قاضيتم أعداءكم فتميلوا عن الحق ميلا يوصم العدالة ويجرحها. العدالة هي الفيصل حتى مع القوم الذين ناصبوكم العدى، وقد أكد تعالى بفعل الأمر :اعدلوا هو أقرب للتقوى.اليوم نرى أن العدالة لم تأخذ مكانتها، فأعداؤها اتخذوها مطية لأغراض لا تخدمها، ولا تبقى على طهرها ونظافتها. وقد أصبح ضحاياها من أبناء جلدتنا وإخواننا، خذلتهم العدالة بفعل الساهرين عليها ضاعت حقوقهم في ظلمات الانحراف عن أهداف العدالة الحقة.
العدالة تشكوا أهلها (بعض المسلمين خاصة) الذين جلبوها إلى سوق النخاسة تباع وتشترى، من له المال والجاه يستطيع أن يكيفها ويبدل طبيعتها،فكم من حقوق ضاعت لما تدخل المال والسلطان ليقيد العدالة ويرمي بها في غياهب التجاهل والنسيان.الأمم الأخرى درست ما آلت إليه العدالة في بلاد المسلمين فاستغلت إهانتها وعملت على مزيد التشجيع على تجاهلها وهي بذلك تجني من وراء مآساة العدالة في أرضنا الكثير.من أهم مقومات الشريعة الإسلامية العدالة وأعداء الإسلام يحاولون هدم هذا الركن للانتقاص من نور الإسلام، وما أظنهم يفلحون رغم ما نعيشه اليوم وما نراه ونسمعه من فضائع منكرة ترتكب في ظل غياب العدالة وتغييبها.واستبداد المال والسلطان بها وكانا السبـــــــب في مآسيها والأمثلة عديدة
نسأل الله أن يردنا إلى نور هديه ردا جميلا ، وطريق الهداية بيّن لمن يريد أن يهتدي.
أحمد المقراني
ملاحظة:هذا المنشورشاركته سابقا لكنه حجب من طرف إدارة الفايسبوك بدعوى أنه لا يتماشى مع مقاييس وقيم المجتمع .وهاأنا أعيد النشر آمل أن لا يغيظ أحد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق