الخميس، 25 أكتوبر 2018

لحظة صفاء باردة ساخنة دافئة بقلم المبدع الشاعر الأستاذ إحسان الصالحي

هاهي الايام تمضي تبشر وتنذر بقدوم فصل الشتاء صديق الامطار ورفيق الثلوج ناصعة البياض ذات اللون الجميل كم أحب هذا الفصل لانه يحثنا على البحث عن الدفء الذي نشتاق له في هذا الفصل بعد ان كنا نبتعد عنه ولانطيقه في فصل الصيف وهكذا هوا الانسان يتقلب في النعم ولايشكرها الا بالقليل اليسير والدفء معضلة البشر فهو مطلب حثيث لهم فالقلوب تحتاج للدفء والاجساد تبحث عن الدفء والارواح تشتاق للدفء والنفوس تتوق للدفء والبشر دوما تبحث عن الدفء الطفل يجد الدفء في حضن امه والابناء يجدون الدفء في كنف والديهم والزوجة تجد الدفء في احضان زوجها والعائلة تتكاتف لتجد الدفء في منزلها والمجتمع يجد الدفء في حضن الوطن وهكذا سلسلة طويلة والمؤمن يجد الدفء في مناجاة ربه فالشتاء قارس ومؤلم الا ليت شعري كيف يجد الدفء يتيماً فقد والديه او لاجئاً فقط وطنه او مشرداً فقد عائلته او زوجاً فقد زوجته او حبيباً فقد حبيبته وكيف يستطيع ان يتدفأ من برد قلبه وتجمدت مشاعره وضاعت احاسيسه كيف يتدفأ من اكل مال غيره وسرق حقوق من حوله كيف يتدفأ من يستمتع بظلم الاخرين والسخرية من الناس اجمعين كيف يتدفأ من يمارس الرذيلة ويعشق المنكرات وكيف يتدفأ من يعيش على الغيبة والنميمة الروح لايدفئها ملايين الاغطية واللحف والقلب لايدفئه نيران المدفئة والفؤاد الميت لايؤثر فيه برد او شتاء او ثلج او برد فهو كالكوز المجخي لانفع منه ولافائدة واعظم مايدفأ الاجساد والارواح والقلوب والانفس هو تقوى الله عز وجل وخشيته في السر والعلن ومناجاته في دياجي الليالي الباردة والتقرب منه في الامسيات المظلمة الباردة القاتمة بسجدة مقرونة بدموع ساخنة تدفئ الروح والجنان والفؤاد وسائر الاركان انها حبل الوصال مع الخالق والتحبب والتقرب اليه بكل ماهو صالح لكي يمنح الدفء لكل اجزاء جسمك الضعيف الحسية والمادية ايها الانسان المغتر بنفسك يامن ردده الله اسفل سافلين بعد ان خلقه في احسن تقويم .
.
.
لحظة صفاء باردة ساخنة دافئة بقلم احسان الصالحي

0 التعليقات:

إرسال تعليق