الاثنين، 29 أكتوبر 2018

في أصول الحوار /بقلم المبدع الأستاذ يحيى محمد سمونة

مقال

في أصول الحوار

/ 14 /

□ في المنشور السابق عرفنا أن "العلم" من العلامة، و أن الله تعالى أعطى جميع الأشياء التي خلقها علاماتها [ اسمها - نعتها - قوامها - خصائصها - حركتها ] فالله تعالى هو العلام، العليم.
و عرفنا أن الإنسان، حين أدخل إلى ذاكرته - جراء بحث و دراسة و تفكر  و تمييز و نظر - علامات الأشياء التي خلقها الله، قلنا عنه - أي عن اﻹنسان - أنه قد أضفى على ذاكرته "علما"

ف "علم" الله تعالى: إضفاء علامات على الأشياء التي شاءها الله بأبعادها الزمانية و المكانية و الحركية
و "علم" الإنسان: إدخال علامات إلى ذاكرته يميز من خلالها بين الأسماء على ما هي عليه من أبعاد زمانية و مكانية و حركية
و هذا يعني أن المرء الذي لا يمكنه أن يميز - بعلامات مركونة في ذاكرته - بين اسم و اسم  فلن يسمى عالما؛ ف العالم لا يتيه بين الأسماء؛ و هل سمعتم /مثلا/ ب عالم لا يمكنه التمييز بين عنصر و آخر - سواء من حيث الخصائص و المكونات و الحركة الملازمة له - ؟!
و هل سمعتم ب عالم لا يمكنه التمييز بين خط مستقيم و آخر متعرج؟!

من هنا يظهر لنا أن من يريد أن يجلس إلى مائدة حوار فعليه أن يكون على علم و دراية ب كل المسميات التي سيبني عليها حواره [ سواء التعريفات منها و الاصطلاحات و المفاهيم و الفوارق التي بينها] و ذلك بشرط أن يكون مبدعا فيها لا ان يكون مجرد حامل و ناقل لها و هي مركونة في ذاكرته من غير أن تكون صحيحة أو سليمة عند تشكيلها أو عند صياغتها
و بشرط آخر هو أن يعرف كيف؟ و متى؟ و أين؟ يستدل بها في حواراته؛ و أن يلحظ عند توظيفها في حواره المكان و الزمان و الأثر الناجم عن حركتها بحيث لا يترك لبسة أو غبشة أو إشكالا جراء توظيفه لها 

و بشرط ثالث: هو ألا يكون خاضعا - عند توظيفه لها - تحت تأثيرات جانبية تحيد بالمحاور اﻵخر عن فهم سوي و سليم و سديد لها

إن أعظم مشكلة يواجهها الإنسان حين يريد أن يتعلم أنه قد يقع تحت تأثيرات جانبية، تحيد به و تبعده عن علم حقيقي و تحول دون إدخال معلومة صحيحة إلى ذاكرته! بل تجده يحشو ذاكرته بأمثلة ليست ب علم و يظن نفسه أنه على علم !!

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

0 التعليقات:

إرسال تعليق