أ نا و الشتاء
عاد الشتاء
فآوى ليله صدرى
ذاك الغريب
وهذا الملجأ الرحب
قد غلقت دونه أبوابها الأرض
البر و البحر
و الإنسان و الحجر
فراح ينشد قفرا
فيه ينتحب
يجتر حزن ليال بات يحرسها
مذ كان
لم يسأم
و لم يأل
يمضى به الدهر لا يسأله عن نسب
دهم النهار
فسار اليه ينتسب
من فوقه الغيث
و الغيمات صامتة
ظمآن يسألها
تأبى و تحتجب
و البدر خلف السحب مستتر
ما همه تائه
فى ظلمة وجل
البرد من حوله يهفو و يقترب
و النجم يشهده
حيران يضطرب
أنى يحط رحال الهم
مكتئب
نامت عيون الورى
ترتاح من كد
فلم يجد داعيا يقريه من سغب
غير الشقى الذى نعماه تستلب
يستجدى طيف الكرى
يرجوه هدأته
مستسلم ، ضائق ، ساهر ، أرق
كم يجتنى
عابس
إلا مكابدتى
يأبى الجفون مقاما
عاشق قلبى
فيحتمى آمنا
يشكو و يصطخب
لا مرحبا بالليل
فيه النوم لا يصب
يغشى قلوب سكارى ما لها وطر
ما باله
ظالم
قد ضل عن قلبى
أين المفر و همى
ما له وطن
الا ضلوعا حوت هما على هم
ضيفى و لم أدعه
من يجتبى ضيفى
ليل الشتاء طويل
أوله من أمسى
يمتد حتى غدى
و يدوم كالنحس
و الشمس فى فجوة سدت مآقيها
من فوقها حجب كالميت فى الرمس
و الفجر يسرى الهوينى
مل من سفر
كالوتن من فرجة سوداء ضيقة
ينسل
يصرخ
مكبوتا
و يختنق
إن يأت
يرحل نزيل الصدر ممتعضا
كأنه وابل من فوق قاحلة
جرداء
قد رمضت
يرمقها
تحتضر
ينأى و يغترب
إن تأتنى غفوة أبصره فى سنتى
ويحى !
ألاقي من للتو فارقنى
لو كنت أدري سماء
غير التى فوقي
أبحرت فى لجها
و فررت من أرضى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق