الاثنين، 29 أكتوبر 2018

من أين أبدأ قصتي /بقلم المبدع الشاعر الأستاذ عباس داود

مــن ايــنَ أبــداُ قـصـتي وكـلامي
وبــــأي عــــزفٍ ابــتـدي انـغـامـي

وانــا الـمـوزع فــوق اوتــار الـجـوى
كـالـلحنِ طوع صـبـابتي وسـقامي

مـــن ايــهـا؛ مــن هـائـمٍ بـغـرامها
او مــن فــــؤادٍ ضالـــعٍ بـغــرامي

ام مــن لـهيبٍ بـالحشا ذي جـمرةٍ
تـكوي الـضلوع وتـختفي بـعظامي

اجـمع شـتات العاشقين وزد لهم
مـــن كـــل جـمـرِ لاهــبٍ وضــرامِ

يـــومُ الــفـراقِ فـجـيـعةٌ ووجـيـعـةٌ
وفــضـيـحـةُ الــعـشـاقِ بــالإتـمـامِ

دعــجـاء، حـــوراء الـعـيـون كـأنـهـا
طـيـفٌ أتــى مــن عـالـمِ الأوهـــامِ

تـمشي فـتنفرش الـبقاع لـخطوها
وتــجـدّ خــلـف مـسـيـرها بـنـظـامِ

مـــاذا عـلـيـها لــو رنَــتْ لـصـريعها
تـسـقـيـه مــــن نـظـراتـها بــوئـامِ

وتــرفـقّـتْ بـمـلّـوعٍ فـــي صــدّهـا
كــــل الــشـفـاء بــنـظـرةٍ وكـــلامِ

يــا بــؤسَ قـلـبٍ هـائـمٍ فـي حـبّها
يــــزدادُ حــرقـاً بـالـلـظى وضـــرامِ

تـــنــأى بــعـيـداً فــتـنـةً ودلالــهــا
يـكـسـو فـتـاهـا بـُــردة الأســقـامِ

يــا لـيـتَ شـعـري هـل تـراها مـرةً
تــهـفـو الــيــكَ بــهـفـوةِ الإكـــرامِ

وتـذوق طيب الشهد من نظـراتها
وتــــذوب بــيــنَ تــــوددٍّ وضــمــامِ

لا والذي فطر النفوسَ على الهوى
غــيــر الـتـحـسّرِ لا أرى بـخـيـامي

يــا سـحـرُها اذْ أشـرقتْ كـخميلةٍ
تــحـوي الـــورود عـقـيـدة الإبـــرامِ

اجـلسْ ، فقد طابَ الغنا يا صاحبي
والــشـعـر زانَ غــنــاؤه بـمـقـامي

هــذا الهـــوى لاشئ طـاغٍ مثـــلهُ
يـبــــدو عـلـــينا واســــعَ الأكـمــامِ

لـكـنـــــنا وقــتَ الـــوداعِ نـلـمّـــــهُ
فـوق الـعيــــونِ بـدمعـــةٍ وســلامِ

لــيـلٌ مـــن الآمــالِ اثـمـلَ حـرفـنا
فـأهـنأ بـهـا وبـوصلــــها يــا ظامي

واكـتـب لـهـا خـيـر الـقصيد ولـحنَهُ
كــي تـرتـوي مــن رشـفـةٍ بـمدامِ

هـل تعلمين من الذي خلق الهوى
وابـــــاح فـــيــه حــلّــةَ الإحــــرامِ

وسـقى القلوب خموره كي ترتوي
وتـــذوب تــحـت مـبـاسمٍ وسـهـامِ

هـــلّا رأيـــتِ الــوردَ اذ يـرنـو الــى
شــــدو الــطـيـورِ بــرنّــةِ الانــغـامِ

مــــاذا يــقــول مـسـافـرٌ لـحـبـيبهِ
يــرجــو وداعــــاً مـوجـعـاً كـفـطـامِ

لــيـتَ الــفـراق مــغـادرٌ فـأسـبُّــهُ
واقـــولُ: بـعـداً ، ســارقَ الأحــلامِ

لـــلـــه درّ الـعـاشـقـيـنَ يــذيـبـهـمْ
حــــرَّ الــفــراقِ و فــريــةُ الــلــوّامِ

نـامـوا عـلـى اوجـاعـهمْ وقـلـوبهم
تـأبـى هـجـوعاً فــي كــرىً ومنـامِ

ويــمـر طــيـفٌ لـلـحـبيبِ بـنـومـهم
فـيـقـضّهم بـــالوهـــمِ والإيــــلامِ

والله ثـــــــم الله جــــــلَّ جـــلالـــهُ
لـــو زدتُ الــفـاً لـــم اكــنْ بـمـلامِ

لـــو انــنـي بـالـحشر قــد قـابـلتها
لـسـحـبـتـها ومــنــاديـاً بــخــصـامِ

واقـــول قـلـبـي عـنـدهـا أودعــــتهُ
فـاحـكـم بـــهِ يـــا أعــدلَ الـحـكّامِ

0 التعليقات:

إرسال تعليق