:
ذات شتاء
كنت مريضا ..والظلام في احتساء
لكل نور ..لكل صوت ..في العراء
والهموم ..
غصة بين الكلوم
كان ليلي يعزف على وتر
والكائنات حولي ..كالأثر
ذات شتاء
كل ما في الكون همى
إلا المطر
إلا الحياة والحنين في البشر
وكان دمعي أولا
ثم كل عواصف الوجود
كانت سطوة الكآبة سوطا
وصرختي رحلة ..بلا حدود
كنت لا أدري ....
هل أنا هذا المشتت أصلا
أم تناهبت ذاتي اللحود
* *
ذات شتاء ...
قبل لحني كان وهني
وكؤوس البؤس رهني
وجميع آفاق الدنى
كوة لا تسمن ...ولاتغني
كنت مسلوب المساعي
وزفير الشؤم قاعي
كنت مسكونا بثلجي
كان حلمي بعض نهجي
مر مثلي في ضياعي
مر موؤود الدواعي
* *
ذات شتاء ....
عند زحف المساء والطيوف
سوادا في اسوداد
وكحلا لأمهات الظروف
في جلابيب الحداد
جاءت حروف حائرات
.....وسلمت ...
أهديتها كما أهدت إلي
وعادت إلى مرسليها
في القوارير صنوف
بين أسرار الليالي
وأنخاب السلافة الشغوف
ذات شتاء ..
كنت مريضا
أرقت ... أرقت
ونبض قلبي بقلبي
صليل عنيد و سيوف
ووجوه ..عاريات
تجتاح خلدي ..وتتركني
مني لذاتي بذاتي أطوف
ذات شتاء ...كنت مريضا
وتناهبت قاع روحي الرزايا ..
و خطايا النوايا والبلايا ...
و مطايا النزيف بلا نزوف
وصار شتائي بعدها ...
أرقا بارد الجبهة والحنايا
صار شتائي .. خوفا ...بخوف .
عزات ربوع



0 التعليقات:
إرسال تعليق