( صيادٌ… بلا سِلاح )
وَجَدتها عندَ السفوحِ تَجلِسُ
تُحيطها الأعشابُ والنَراجِسُ
رُبَّما أصابَها مَلَلٌ ... أو عَلٌَها الوَساوِسُ ؟
أو رُبَّما غابَ عَنها الفارِسُ ؟
إن جِئتَها عَلٌِي لَها أؤنِسُ
مَشَيتُ في حَذَرٍ أُحَسٌِسُ
هَل تَرفُضُ يا تُرى صحبَتي ? وهَل تَهونُ الأنفُسُ ؟
قُلتُ في خاطِري : سأدَّعي بأنٌَني صائِدٌ بائِسُ
أسعى بِها جِبالَنا ... وفي الهِضاب ... أغلُسُ
بِلا سِلاحٍ ظاهِرٍ ... وبِلا كَلبٍ لِظَهري يَحرُسُ
أو أقول : أنٌَني تائِهٌ ... أو رُبٌَما مُفلِسُ
دَنَوتُ مِنها قائِلاً : هَل تَسمَحي لي بِقُربِكِ أجلُسُ ?
أردَفتُ مُرتَبِكاً ... أنا صائِدُُ للغَزالاتِ أقتَنِصُ
قالَت ... ومالي أراكَ أعزَلاً ... منَ السلاح ؟
وأردَفَت ... أم أنٌَكَ كاذِبُُ ... وتابَعَت تَستَأنِفُ ...
أينَ السِلاح ... والكَلبُ يَجري ... وذلِكَ الفَرَسُ ؟
أجَبتها : أقنُصُ الغِزلان ... باللٌِسان مُبدِعاً فَتَأنَسُ
وتَتٌَبِع خَطوَتي ... لا تَموء ... ولا تَتَنَفٌَسُُ ...!!!
قالَت : وَما تَقولُ لَها ...أيُّها المُدَلِّسُ
أجَبتَها : لِنَفتَرِض أنَّكِ مَكانَها
وَقَفتُ مُنتَصِباً أمامَها أُمَثٌِلُ المَشهَدَ ... فَأنا الفارِسُ
وأخَذتُ أجمَعُ الزُهورَ في أناقَةٍ من حَولِها
قَطَفتُها النَراجِسُ غَضٌَةً ... يَفوحُ مِنها الأريجُ
إنحَنَيتُ لَها كَأنٌَها مَليكَتي ... لِتاجِها تَلبَسُ
واضِعاً تِلكَ الزُهور ... في حِجرِها
أميرَتي… هذا لَكِ… عَفواً… أعني لَها
وإتٌَجَهتُ إلى بَيتِها… ودَخَلتُ حِصنَها
قالَت : لِما دَخَلتَ البَيت ?
لِتُكمِلِ المَشهَدَ ... ماذا تَقولُ لَها ... بَعدَ الزُهور ?… !!!
أجَبتها : من بَعدَ أن دَخَلَت إلى بَيتِها أجلُسُ
هَل أُكمِلُ ما أقولُ لَها… ألَستِ بَديلَها ؟
تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت لي جَفنَها تَستَأنِسُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَهُ هذا اللٌِسان
كَيفَ لِلغادَةِ يَأسُرُ ... لِروحِها يَحبسُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
0 التعليقات:
إرسال تعليق