الجوارحُ السبع
ندىً و هوىً و غصنُ الحُبِّ حانِ
و فوقَهُما شُعاعٌ من جُمانِ
وخَفقُ فراشةٍ نشوى بصبحٍ
تُعطّرُ شُرْفةَ الألقِ اليماني
وأُهديها النعاسَ على جفوني
ورِمشاها بوِسْدي جارحانِ
منحتُ البحرَ شُطآناً لترسو
ويلمعُ في صواري الموجِ وانِ
يذوبُ سنى الغروبِ على حريري
ويُرفعُ فوقَ نايِهما أذاني
يُسيِّرُني السرابُ على شِفاهي
ويرجِعُ حامدَ الريّى لِساني
وضعتُ بباقتي فُلاًّ وجفناً
فسالت دمعةٌ فوقَ الأواني
طويتُ العُمْرَ مِنديلاٌ بكَفِّي
بكُلِّ طَويَّةٍ قلبٌ وحانِ
أُقَلِّبُ مُعجمَ الجمراتِ عِشقاً
عسى أحظىْ على معنىً : لفانِ
تبرَّعتِ النخيلُ بصاعِ تمرٍ
وظلُّ السعفِ في ظهري حناني
إذا غَشيَ المُولّهُ نارَ أنثى
تبرّجَ في جوارحهِ السِّمانِ
تربّعَ فوقَ مملكةٍ بعَرْشٍ
وديباجٍ بجنبِ الصولجانِ
ويمنحُ ثلجَهُ بالشمسِ وجهاً
تخافُ عليه ناسِجةُ الأماني
يمرُّ الصّبُ في صحْوٍ وغيمٍ
وبرقٍ خاطفِ الأنظارِ دانِ
يُفَتِّشُ عن قوافٍ لا يراها
براها فوقَ ناصيةِ الحسانِ
يُرفرفُ غصنُها الهيمانُ حُسْناً
على كفٍّ لِحَرِّ الوعدِ جانِ
وبينَ هلالِ داجيةٍ وبدرٍ
حَفِظتُ لها مسافاتِ الأمانِ
أدرتُ لها سواقي الماءِ وجداً
لتُروى من تراتيلِ المثاني
تُدنْدِنُ نسمةُ الإصغاءِ لحْناً
بخيطِ مُنى تقطّعَ من كماني
كتبتُ بأزرقِ الشطرينِ سطراً
وفاجأني بأحمرَ منهُ قانِ
تُولِّدُني المشاعرُ مُستحيلاً
ولي شرقٌ ولي غَربٌ بآنِ
ولو ألبستُ حرفي بُرْدَ روحي
رأيتَ بشَيْبةِ المدهوشِ جاني
تباركَ في جدارِ الحُبِّ طينٌ
ورملٌ أبيضُ النجوى وبانِ
لطرْفِكِ يا منالَ الروحِ صوتٌ
يُناديني لهاتيكَ المغاني
كسرتُ مخالبي بالصخرِ نَسْراً
ليُبْعثَ من شَبابِ الجُنحِ ثانِ
وأَخرجَ من رَمادِ المحوِ نخلاً
بمُفردةٍ تفِرُّّ من الثواني
غزلتُ وِدادَها في البَرْدِ صوفاً
وضمَّ حَنانُها الدافي حَناني
نجومُ الليلِ تنبعُ من بناني
وتسرِقُ أكؤسٌ نهرَِ اللِبانِ
ويبقى خيليَ الوهّاجُ يجري
بديعَ الشوطِ فِضِّيَّ الرِّهانِ
شَففْتُ بظاهرِ الألفاظِ نصاً
وبانت تحتَ أرديتي المعاني .
محمد علي الشعار
24-2-2019
0 التعليقات:
إرسال تعليق