الثلاثاء، 26 فبراير 2019

خيل لي /بقلم المبدع الشاعر الأستاذ خالد اغباريه

خُيِّلَ لي
الشاعر خالد اغياريه

خُيِّلَ لي أنك تصحبيني

في موعد هناك

عندما سمعت هاتفك يرن

فكأن قلبي يرن

لكن هاتفك كان مغلقًا إلى الآن

وما زال إلى الآن قلبي يرن

فأنت الحكاية التي لا نهاية لها

وأنت الشمس التي تشرق في بيتي

كضحكة صافية

وفي لحظة حنين

تصل منك رسالة فارغة

كجدائل همس

تداعب السكون

حاولت اختطاف مدينتك

لكن رحلت

حاولت أن أتبعك

وكنت تمحين أثار خطواتك

كي لا يتبعك أحد

حاولت أن أقترب من نافذتك

فالحياة ليست كافية بدونك

وأرهقتني فصول الفرح

بألوانها المخملية

احتل الشتاء قلبي

تكاثرت غيمات الانتظار

وأمسياتي تفرقت في خيبة من ظنون

فهل لقصيدة دافئة أن تفعل شيئا

في صقيع الشعور؟

وهل لوردة لا تذبل

لو رأت ملامحك؟

وهل لا تزول تنهيدة قلبي

لو رأت طيفك؟

وإني لأرسم جميع إحساسي في صفحة

أرسمه معنى لحلم مشتاق

أكتبه كلمة على حدِّ السطر

وفواصل تغرق في نقطة

تتوه مشاعري بلا هامش

على حافة الصمت

وإني بأشيائك أعيش

وبتلك الأشياء أحسُّك

فالغياب طال والحنين زاد

والصمت يحتل كل الأشياء من حولي

لكن وحده قلبي في ضجيج

فقد تاه مجددًا في عيون السراب

وطريقه أصبحت أضيق من محطات القطار

إلا لزوايا كجمالك

لشعور فيه خلجات

ممتدة منك إليك

يا وردة تشبهك كل البساتين

يا زهرة مني مسروقة

أضعك تحت وسادتي بأحلامي

حيث الليل لا يمضي

إلا بساعة من شوق

تتسوَّر أضلاعي

تغرس عقاربها بصدري

وتأخذ منجلا من حنين

لتقطع جذور الصمت

فترتد صرخة اللهفة

من وسط الليل

حيث الأشياء كلها

تزمجر بلهفة البقاء

وتأتينني على هيئة فرح

فيمتزج الحاضر بالماضي

وتتكون معزوفة كمطر

يطرق زجاج نوافذي

ليروي لنا حكايات عالمنا

في قطرات نازفة

يفوح شذى ياسمينها

في الأجواء

أيتها المقصودة بكل الحروف

أشتاقك جدًا

0 التعليقات:

إرسال تعليق