( ولَم تَزَل تَأمَلُ أن يَعود )
أُحَدٌِثُ القَمَرَ ... قَد أقسَمَ فارِسي أن يَعود
عاهَدَ ... وشَدٌَدَ في عَهدِهِ تِلكَ الوُعود
في غَدٍ ... قادِمٍ أرجِعُ من وراءِ الحُدود
يا قَمَرَ السَماء ... هَل تَراهُ خائِناً لِلعُهود ؟
كَم صِرتَ من مَرٌَةٍ ... بَدرا
وأنا في كُلٌِ أُمسيَةٍ يزيدني غِيابهُ قَهرا
أشكو إلَيكَ حالَتي ... تُجيبُني يا غادَتي صَبرا
وأنا لا زِلتُ أنتَظِر الدَورَةَ الأخرى
وأسألُ القَمَرَ هَل يَغدِرُ فارِسي ؟
يُجيبُني ... الفارِسُ لا يَعرِفُ الغَدرَ
تَمضي الحَياة ... بَطيئةً ... وكُلٌُ يَوم ... أخالَهُ دَهرا
ولَم تَزَل تَقولُ لي إصبِري ... يا وَيحَكَ قَمَرا
إلى مَتى أصبِرُ ... قَرٌَرتُ أن أديرَ لَكَ الظَهرَ
قَد مَلَلتُ الإنتِظار ... بِئساً لَها الأقدار
قَد أُرهِقَت مُهجَتي ... فَغَدَت في بُؤسِها قَبرا
وخافِقي يا وَيحَكَ لَم يَزَل بُرعُما
ولَم تَزَل روحِيَ في الهَوى بِكرا
فَسَمِعتُ هَمسَها ... قَرارَها الحاسِمَ الحُرٌَ
دَنَوتُ من مَكانِها أُتَمتِمُ ...
هَل هكَذا يَنتَهي ذاكَ الهَوى ويُحسَمُ ؟
غَضِبَت من حِكمَتي ... وإستَرسَلَت ...
هَل أنتَ في حالتي تَعلَمُ ؟
أجَبتها ... عَلِمتُ من هَمسِكِ أنٌَهُ حُبٌُكِ الأوٌَلُ والأقدَمُ
قالَت وهَل أصبِرُ دَهرِيَ كُلٌَهُ ... فَيَنقَضي ... وأندَمُ
فَقُلتُ في خاطِري ... يا لَها الغادَةُ حينَما تُظلَمُ
فإستَأنَفَت تَسألُ ... إنٌِي أرى لِسانَكَ يُلجَمُ
أجَبتها ... لا رَأيَ لي بالفارِسِ الغائِبِ ... إن يَكُن يَظلُمُ
فَتَمتَمَت ... من أستَشِر في حالَتي لِلطَريقِ يَرسمُ
أجَبتَها ... يا غادَتي إسألي تِلكُمُ الأنجُمُ
نَظَرَت إلى السماء ... لَعَلٌَها تُلهِمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
0 التعليقات:
إرسال تعليق