الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

الأوراق المحترقة /بقلم المبدع الشاعر الأستاذ عصام محمود

الاوراق المحترقه
==========انا الضحيه  

جلست فوزية في شرفه منزلها الجديد بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة  وحولها أبناءها الخمسة تطل السعادة من عيونهم
مع تساقط بعض الدموع من بعضهم
جلست تتذكر الفرح البسيط في احدي قري الصعيد وزفافها علي جارها سعيد
ذاك الرجل الصعيدي الوسيم الذي تتمناه أي بنت في قريتها بل في المحافظة كلها بملابسه الأنيقة الفاخرة
وكانت ليله زفافها حديث القرية كلها والفتيات خصوصا
أما هي فقد دخلت معه دنيا جديده غريبه عجبيه  فقد كان أستاذ في فن الجنس ومعه المفاتيح التي تفتح
له كل أسرار جسد المرأة
عاشت معه أيام وليالي جميله قبل تنزل معه ألي مصر (القاهرة) وتري جمالها والاختلاف الكبير
بين القرية والمدينة أيام وشهور  سعادة وحب
ثم أتي أول تغير كبير في حياتها زوجها يعمل سائق  عند ناس من الأغنياء ومحتاجين من تكون مديره للمنزل
خادمه لكن باسم شيك
اقنعها سعيد بالعمل حتي تكون قريبه منه طول اليوم  واستمرت الحياه  ورجل مثل سعيد لا تستطيع أي ست
رفضت أوامره فهو أستاذ أفناع وسيد من الأسياد الكبار في غرفه النوم
حتي كان يوم  خرجت فوزية للسوق تشتري بعض مستلزمات البيت وأمطرت الدنيا بعنف فعادت سريعا
قبل أن تشتري كل  شي دخلت المطبخ غيرت ملابسها المبلولة وصعدت للدور العلوي من اجل النظافة اليومية
لكنها انتهبت ألي صوت آهات وصرخات مكتومه من غرفه صاحبه الفيلاه تقدمت ببط تستكشف الأمر
لتجد زوجها وصاحبه الفيلاه في وضع جنسي صريح  وقفت لحظات من هول المفاجأة لتكتشف
أن نفسي ما يعمله معها  هو نفس أعمالة الآن مع صاحبه الفيلاه  وربما تكون نفس الآهات والصرخات المكتومة
انتهبت لنفسها وهربت من أمام الغرفة قبل أن يكتشفوا أمرها
ودخلت المطبخ تبكي دقائق وكانت صرخات جسدها تمسح دموعها وتصبرها علي حالها
وأية يعني انه يمتع صاحبه البيت ويأخذ فلوس منها ماهو كمان ممتعتي وعايشه حلو معه ولم يقصر معي
عيشي يافوزيه ويلاش تخربي بيتك واعملي نفسك لا تعرفي
ومرت الأيام والسنين وسعيد لا يقصر في حق أو متعه فوزية وانجب منها 5 أبناء
واجذذ لها شقه متوسطه  وأصبحت فوزية تذهب للفيلاه في أوقات محدده للنظافه والطبخ وتعود لبيتها وأولادها
وهاهو الكبير يدخل المدرسة وخلفه أخي وتوالت السنوات
حتي كان يوم لا استطيع أن انسأه ابدا فقد تحولت حياتي تماما فيه
تتذكر فوزية وتقول كنت في الحمام اغسل ملابس الأسبوع وسمعت جرس الباب
فتحت وجدت الست سماح (صاحبه الفيلاه التي تعمل فيها فوزية وسعيد )
علي الباب تسال عن سبب تأخر سعيد في الذهاب ألي الفيلاه اليوم
عزمت عليها بالدخول وفتحت لها الصالون فقد كان سعيد نائم بغرفه النوم
ناديت علي سعيد وأخبرته بان الست سماح بالصالون
ودخلت اعمل لها الشاي (أحنا صعايده والكرم طبعنا )
وأول مره الست تزورنا بالبيت
انشغلت بتجهيز الأكل لها وسرحت قليلا وحين انتبهت أني تركتها كثيرا بمفردها ولم اسمع صوت سعيد معها
خرجت من المطبخ علي الصالون لم أجدها اتجهت لباب الشقة وجدته مقفول
وبدأت اسمع أصوات بغرفه النوم
لاجد الست سماح بين أحضان زوجي علي سريري عاريه تماما وفي وضع جنسي عنيف
مرت لحظات وأنا في ذهول مما رأيت وهما مشغولين تماما بما يفعلون
لم ادري بنفسي ألا والسكينة تخترق ظهر الست سماح ثم انهال بها علي صدر وقلب زوجي
لحظات وخمدت الأنفاس تماما لحظه صمت رهيبه عشتها  مرت كانها ساعات قبل أن انتبه
اتصلت بالأستاذ محمد (زوج الست سماح ) وأخبرته بما حدث
دقائق معدوده وحضر وشاهد الست سماح وهي في أحضان زوجي عاريه والدماء تسيل من جسديهما
تماسك بصوره غريبه واتصل بالبوليس يخبرهم بما حدث وجلست انا بالصالون
بعد أن دخلت الحمام غسلت الدم من يدي وغيرت ملابس
جلست انتظر قدري وهو أكيد الإعدام فقد قتلت اثنين والقانون الظالم لا يرحم الزوجة القاتلة
ويرحم فقط الزوج القاتل لزوجته الخائنة
وتصور حياه أولادي والتشرد الذي سيحدث لهم وبكيت بحرقه علي عمري ومستقبل أولادي
قبل أن يأتي الأستاذ محمد ويبطبط علي كتفي ويقول لا تخافي كل شي تمام
لحظات وأتي البوليس ودخل الغرفة ومعه الإسعاف ليجد الست سماح قد فارقت الحياه
أما سعيد فهو بين الحياه والموت
وحين سالت الضابط عما حدث أشار الأستاذ محمد لي بالصمت واخبر  الضابط بان زوجته تخونه من مده مع السواق الخاص بها
وهو لا يريد أن يصدق حتي كان اليوم وبعد خصام طويل بينهم أتت لبيته للعتاب والمصالحة
وحين رأتهم فوزية اتصلت بي لتخبرني بما يحدث  أتيت سريعا وأخذت سكين المطبخ وقتلتهم وهم في وضع تلبس بالخيانة
وبجانب السرير السكينة وبها بصماتي
انا غسلت عاري
لم اصدق نفسي وأنا اسمع الرجل الطيب يكذب لينقذني مما فعلت
دارت الأيام وانتهت القضية براءه للرجل
وكما كان كريم معي دائما اكمل كرمه بشراء شقه جديده لي ولأولادي مع راتب شهري لي
دون عمل حتي اكمل تعليم الأولاد
وهاهي تقف في شرفه منزلها الجديد تتذكر ماحدث مع تساقط دموع بعض الأولاد علي فقدان الأب
وهم لا يعرفون ماحدث فقد مات بعد عده أيام بالمستشفي قبل أن يقول الحقيقة
وهاهي تستعد لاستلام كشك صغير  تعمل فيه بدل من ذل السؤال وانتظار راتب بلا عمل
وكفي ما تحمله الرجل الطيب محمد من اجلها
فقد انقذها من الإعدام بشهادته وانقذها بالمال
من أن تكون احدي الأوراق المحترقة
======
عصام محمود
26/12/2018

0 التعليقات:

إرسال تعليق