وليكن .. لقب الأم المثالية شرطة البطولة،،
أمى هي العطاء الذي يغطى ملامح البشر، أجلس معها وكأننى أجلس مع السماء في صفوها الجميل، تداعب خصلات شعري، وتتمتم بما في صدرها من القرٱن، تقهر حجتى ببساطة الحب وتعرف أن الأمانة جد ثفيلة، وأن المدى يخبأ مفاجٱته المدهشة، فخلعت عن نفسها قلق "المطالب للأمان فأصبحت صرح الأمان" الذى يفترش مخاوفي تجيب أسئلتي بصمتها الحي وترضعني عشق العقيدة بتأملاتها الرزينة فخرجت من عبائتها أطالب بالجهاد...
في الحقيقة عندما تسمع أذني كلمة وإسم السيدة "فلانة الفلانية" الحائزة علي لقب الأم المثالية لهذا العام أجد نفسي في موقف شبيه بالموقف السقراطى الباعث علي التهكم، والعلة في ذلك أنهن يأخذن لقبا ويطرحن مطلبا لا يستطعن الوفاء به،
( ألقاب مملكة في غير موضعها .. كالهر يحكى إنتفاخا صولة الأسد ). فلتقف مسابقات الأم المثالية، وليسحب اللقب من الحاصلات عليه .. صاحبات صفر المونديال في تقديم أبطال حقيقيين للأمة مثل "قطز وصلاح الدين وبيبرس وعمر" أين ما قدمنه لنجدة القدس الذي سقط في أيدى اليهود من عدة أيام؟!!.. أين ما قدمنه لعودة الخلافة وغرناطة الضائعة منذ سنين؟!!.. أين ما قدمنه للفريضة الغائبة الجهاد في سبيل؟!!.. أما إن كان ولابد من لقب لهن في مثل هذه حالة أمة، فانها تستحق بامتياز لقب أم ٤٨ وأم ٢٠١٨
نعم: هل تستحق المرأة التي تبخل بتقديم إبنها وزوجها وإبن أخيها وإبن أختها وإبن مجتمعها بطلا طواعية منها لنجدة القدس الذي يستجير .. ودماء الأبرياء التي تصرخ لقب الأم المثالية؟!!..
نعم: المرأة التي تستطيع أن تنكد وتمكر وتعكر صفو العالم إن أرادت، فعلت بسهولة .. المرأة التي تستطيع أن تهزم "نابليون بونابرت" كما قال .. المرأة التي تستطيع أن تقدم الولد الذي يلقب بالبطل وهو يجرى خلف كرة الهوأء، هي أيضا تستطيع أن تقدم البطل الذي يجري بفرسه ليوقف الأعداء ويحرر الأوطان، إن أرادت .. ولم يخطئ "نابليون بونابرت" عندما قال: "الأم التي تهز السرير بيدها اليمني ستهز العالم بيدها اليسري".
لكن حاضر العالم العربي والإسلامى هو المهزوم، بالرغم من أن الأم ما انقطعت عن هز سرير صغيرها، لكن الٱن كيف تهز الأم هذا السرير في تربية أبنائها؟!!..
ولقد صدق شاعر النيل حافظ إبراهيم الذى قال في الأم:
من لي بتربية النساء فإنها .. في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إذا تعده الحيا .. بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألي .. شغلت مٱثرهم مدى الٱفاق
وبالرغم من أن معلوماتك أيتها البائسة في كرة القدم مثل معلوماتي تماما في اللغة الصينية إلا أنك أقمتى ثورة عندما سقط لاعب الكرة - أقمتى الدنيا ولم تقعديها - فأين ثورتك عندما نحر الأبطال وسقط القدس الذى مر علي قلبك بردا وسلاما؟!!..
وحقا يا لها من ظاهرة تستحق الدراسة لتلك المرأة، الأم، لهذه المدرسة في حاضر عالمنا العربي والإسلامى، للأم التي قدمت أبطال لثورات الذل والعار ثورات الجرذان - ثورات ربيع الناتو ونتانياهو - للمرأة التي فرحت وحزنت بصدق علي "محمد صلاح" في اللهو واللعب، ولم تقدم ساعة الجد والعمل بطلا للقدس، ولم تحزن بصدق علي ما أصاب (أسامة بن لادن وصدام حسين والشهيد الصائم معمر القذافي). ولا نزكيهم علي الله...
وقد يقول قائلا: ولكنك تحمل علي المرأة التي قلت أنها مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، إذا المسألة في عنق الرجل الذي لم يؤدى دوره في إعدادها.
أقول له القضية ليست جدلية في تحديد المسئولية، من الأول البيضة أم الدجاجة؟!!.. أقول له هناك مقولة دقيقة تلقي ضوءا علي بعض كلمات هذا المقال، كل رجل ذكر،لكن ليس كل ذكر رجل، لماذا؟.. لأن كلمة رجل في القرٱن والسنة لا تعني أنه ذكر تعني أنه بطل.
وأن المرأة هي التي ضرب بها المثل في القرٱن ولم يضرب بالرجل بمجاهرتها بكلمة الحق فكانت سيدتنا ٱسيا بنت مزاحم، بسم الله الرحمن الرحيم ( وضرب الله مثلا للذين ٱمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين ). أما الرجل لم يعرف لذا جاء بصيغة النكرة ( وقال رجل مؤمن من ٱل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ).
فوالله أنا لم أتحامل علي النساء بل أحرضهن علي القيام بفريضة إنقاذ الأمة .. الأمة التي زاد عددها على ٢٥٠٠ مليون مسلم، لا نحتاج منهم في مشروع البطولة، السنة الكونية الوحيدة المتبقية بين أيدينا إلا مائة بطل رجلا كان أم إمرأة.
وسأظل أعمل علي هذا المشروع لعل الله يرزق الأمة بمثل أمي أو مثل عاصمة القلب .. أو من تنفض عن أكتافها عطن التراخي والذل وتقتدى بالسيدة "ٱسيا بنت مزاحم" التي تركت القصور والضياع والمروج والبساتين بالخدم والحشم وكل مظاهر الثراء والبذخ، تركت أبهة الحكم ورونق سيدة القوم زوجة الفرعون صاحب الأمر والنهي .. وهي مستحضرة علي النقيض من هذا كل صنوف العذاب والتنكيل والبطش والذي لم يصدها عن هذا في الصدع للحق، كانت وحيدة فريدة من نوعها، في موقفها في بيت الكفر والإلحاد والتجبر والطغيان، ربت نفسها بنفسها .. نموذج ٱخر للمرأة الصابرة المجاهدة المحتسبة، وفي نفس البيت بيت فرعون ألا وهي ماشطة إبنته التي عملت في القصر لكي تعيل أبناءها الأيتام، التي قدمتهم من أجل كلمة الحق الثلاثة واحد تلو الٱخر في مشهد رهيب لا تستطيع الجبال الرواسي أن تتحمله، وهي تشاهدهم بعينيها، بحرقة قلبها أثناء إلقائهم في الزيت المغلي هكذا نماذج كثيرة .. أما أنت وبالمقارنة ماذا ستفقدين من الغني والعز أو المكانة؟!!.. وعلي رأي المثل "أيش ياخد الريح من البلاط" فالكل في هذه الأوطان يقح تراب أغني ما في القوم أفقرهم وأشدهم بؤسا ودينا وبجرة قلم وفي غمضة عين يتبدل حالة .. لأن الأوطان جميع الأوطان محتلة من بعد الربيع العربي .. إمرأة فرعون لم يكن معها غضبة الجماهير -التهيئة الإجتماعية- التي تحظى بها نساء الأمة الٱن، فلن تتعرضى لشئ مما تعرضت له .. أختي الحبيبة أملي الوحيد الٱن حين تقرأين قول الله تعالي( بل الإنسان علي نفسه بصيرة ولو ألقي معاذيرة ). إعلمي أن الله قد أسقط عنك الحجج، وحين تقرأين قوله تعالي ( فلا أنساب بينهم ولاهم يتسالون ). إعلمي أن الله قد أبلغكي ألا تتحججى بأحد من أقاربك فما بالك بمن هم ليسوا أقاربك، فلا تكونى إمعة إن أحسن الناس أحسنتى وإن أساؤا أسأتي بل وطني نفسك كما أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم إن أحسن الناس أن تحسني وإن أساؤا أن تحسني .. وحين تقرأين سيدتى قول الله تعالي ( كل نفس بما كسبت رهينة ). إعلمى أنكي مسئولة عن نفسك.
إن منصب البطولة هو المنصب الوحيد الشاغر في هذه الأمة ينادى ليل نهار وباب التقدم مفتوح، ولكن لا يتقدم أحد، بعكس كل المناسب من الرئيس إلي الغفير من منصب أكبر مسئول إلي منصب مسئول مراجيح مولد النبي الكل يتهافت ويتسابق ويتقاتل عليه .. منصب واحد لو أتيحت الفرصة للكل أن يتقدم له فسيتقدموا دون تردد .. وفي المقابل هناك منصب واحد أيضا يدعوا الجميع أن يتقدموا، ولكن ولا واحد تقدم،، تعرفي أختى الفاضلة لماذا؟. لأنه البطولة ليست مغنم بل مغرم في منصبها الإختبار فيه شرط المعرفة والأخلاق فيه البذل والتضحية والعطاء والفداء والأمانة والصدق فيه الثبات والصبر فيه حب الأوطان الحقيقي فيه الرجولة والصلاح شرطه الشجاعة والإقدام .. فإذا لم تكن هذه الصفات في أبناءك فبما أخذتي إذن لقب الأم المثالية؟!!..
أعلم أنك من الممكن أن تكوني أنفقتي علي إبنك بسبب موت أبيه أو لأي سبب ٱخر ، أعلم كم عانيتى وتحملتي المصاعب والمشاق إلي أن أصبح رئيس أو وزير أو مهندس أو طبيب أو فنان أو معلم هذا جميل، ولكن مفادته دائرة ضيقة .. يبني بالحجارة ويحمي من مرض تماما مثل ما تفعل أقل الكائنات إدراكا من الدودة إلي الكبش إلي الحصان، لأنها تمتلك نفس الغرائز التي يشترك معها فيها الإنسان، ولكن الإنسان، وبالأخص المسلم الحق فقد خلق لغرض ٱخر ليس لدائرة ضيقة مفادها هو أو أسرته، أين حقوق مجتمعه ووطنه؟. أين حقوق أمته أين؟. أين هو من واجب إنقاذ البشرية؟. بسم الله الرحمن الرحيم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).
وقد يقول نفس القائل لماذا لا تريد لنا أن نفرح؟.. نحن منتظرين كأس العالم منذ عشرات السنين أتستكثر علينا الفرح ؟!!.. أقول لهم رحم الله البطل صلاح الدين رحمة واسعة، الذي لم يري مبتسما وكان يجيب "كيف لي أن أبتسم والقدس محتل القدس بيد الأعداء".
( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ). في التفسير الميسر: فليضحك هؤلاء المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة ( تبوك ) قليلا في حياتهم الدنيا الفانية وليبكوا كثيرا في نار جهنم، جزاء بما كانوا يكسبون في الدنيا من النفاق والكفر.. وفي تفسير السعدي: فليتمتعوا في هذه الدار المنقضية، ويفرحوا بلذاتها، ويلهو بلعبها، فسيبكون كثيرا في عذاب أليم ( جزاء بما كانوا يكسبون ) من الكفر والنفاق، وعدم الإنقياد لأوامر الله ربهم.
في الحديث ( فوالله لأن يهدى بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ).
صدى البطل: أيمن فايد
0 التعليقات:
إرسال تعليق