قصيدة بعنوان *الخيمة*
-1-
في خيمه
جلسَ البؤسُ يدندن ويغنّي
صنع وليمه
ودعا كل لصوص الفرحِ
من حزنٍ ، خيباتٍ وهزيمه
والخيمة مازالت ترفلُ تحت الريحِ
بكلّ عزيمه
تشتم ليل الظلمِ
ويلي… .صار الليل يستعذب انْ يلقى شتيمه
-2-
في خيمه
عشرةُ أطفالٍ والأمُّ
تبدو من أثر الاوجاع سقيمه
والوالد راح ليجلب للاولاد الخبزَ
فتلقفهُ الحتف ولا يدري
أين غريمه
والمراة مازالت تنتظرُ
ودموع الغربة تنهمرُ
و الأطفال العشرُ
انتبهوا أنّ الامّ
تبعثر أشياءَ قديمه
ترنو نحو المجرمِ تمقتهُ
حيثُ لاتبدو في الأفقِ جريمه
-3-
وفهيمه
تصعد جبلاً تنزل جبلاً
تكتب تقريراً مكتملاً
عن ذئبٍ يأكلُ حملاً
عن ديكٍ خبّأ في جيبتهِ جملاً
والقاضي ..أمرَ بكسر البيضه
والديك يأبى ان يرضى
صلّى السنّةَ نسي الفرضا
علّق فوق الصدر تميمه
ودجاجات الحارة تدعو
يبقيهِ اللهُ… ..ويديمه
-4-
في الخيمه
لا فرشاة ولا الوانْ
لايوجد طفلٌ يرسم شخبطةً على الحيطانْ
أحزانٌ تتلوها احزانْ
يُفتقد أدنى مايطلبه الانسانْ
والفوضى تبدو في كلّ مكانْ
وانا ومحمّدْ نعسانْ
نكتب جملاً وعباراتٍ
لكنْ لم نلقَ لها عنوانْ
ما أصعب ان تكتبَ
في زمن ٍتمقته الأزمان
في زمنٍ صار القمر لمّا يطلعُ
في كبد الليل يُهانْ
في زمنٍ صار المطر
يُكرهُ جداً ويُدانْ
-5-
في الخيمه
قصة بؤسٍ كامله
عن مشكاةٍ كانت تبعث في الارجاءِ النورَ
واليومَ يا نائله
صارت في طيات الفتنِ
متثاقله
مطفأةٌ نضب الزيتُ الصافي
فغدت شبهُ خامله
أأمينه !
هل هذا يعنينا
هل يفتح فوق الجرحِ جروحاً فينا
أم انكِ مثلي لاتدري
كيف الغضب الساطع يبكينا
كيف انفلتَ الخنصرُ من أيدينا
كيف سبقنا بعقودٍ ماضينا
ونسينا زمناً كنا فيه رياحينا ؟
-6-
قلْ لي يا عبدَالقادرْ
هل هذي تعتبرُ مخاطر؟
أم انّ المعنى ضاج فهاج وماجَ
فتخلّى عن قلب الشاعرْ
قولي يافاتنْ
كيف تحول لون القوس الزاهي
لأسودَ داكنْ
أعطيني احاله
ساسجّلها مخطرَ حمايه
ساسجلها أنها للعملاء عماله
وساكتب عنها مئة قصيده
بلْ ألفُ مقاله
-7-
في الجبلِ
وتحت ظلال الزيتونْ
لاتوجد خيمه
بل بضعُ الوفٍ ويزيدون
يلتحفون الغيم
يفترشون الارض
يحلمون
بهدوءٍ من صخب الحممِ
بسلامٍ وسكون
لكنْ سرق الحلمَ سرابٌ
متخفٍّ في هيكلِ بردٍ مجنونْ
-8-
في كلّ ليلٍ ونهارْ
نفقد منّا ملايين الاعمار
يرهقنا أنّا بدوار
تقتلنا أنّاتُ الاطفال
ياليت القلب المتحجّرَ يعرفُ كيف يغار
والآنسه انتصار
تطلب تقريرا تفصيلياً
عن آخرِ واهمّ الاخبار
عن كلّ الاخطار
وانا اكتب لكنْ لا اجرؤ
أنّ الأخطار هي الإخطار
الفرح القابع فينا في كلّ برودٍ ينهار
ورمادٌ يبدو
من تحته جمرٌ
من فوقه نار
والافعى مازالت تلسعنا
نبحث عنها في كلّ الاوكار
لاندري ان السمَّ بداخل كلٍّ منّا
قدرٌ وقرار
-9-
في الخيمه
لم اقدرْ ان أكبتَ في عينيّ الدمعه
فجمعتُ حروفي
القيتها في ماء النبعه
ماذا تعني الكلماتُ
إن كان لها صيتٌ او لمعه
أنا لا اكتب كي اُعرفَ
لا ابحث عن سمعه
ولذلك يا جمعه
في ليلة سبتٍ او جمعه
هيّئ لي كفني والتابوتْ
اوقدْ لي شمعه
فانا قررت ان انزع عن نفسي
اوراق التوتْ
ايقنت أنّ حياتي بدعه
ولذلك سوف اموتْ
سوف اموت
-10-
ساموت لانّ الخيمه
لم تعرف معنى الانسانيه
وانا لم اقدر ان اُفهمها معنى حمايه
فتراختْ تحت الغيمه
انقطع الحبل الواصل بين القمر ونوره
جئنا بجموعِ الناس لنقيمه
كلٌّ منّا يحمل في ظرفٍ تقييمه
علتِ الاصواتُ
صرختْ فينا الخيمه
حلّوا عنّي
خلّو بيني وبين الحزنِ
إني لم أدرك من فوضاكم
أيّة قيمه
آهٍ ياخيمه
كم نحن صغارٌ
وانتِ.....كم انت عظيمه
#بقلمي: رياض دعبول
صلوة -ادلب-سوريا
بتاريخ8/1/2018
0 التعليقات:
إرسال تعليق