*الطرحة*
نقشتُ حبّكِ في قلبي وفي صدري
سلامُ يا كلّ وشيٍ جال في قدري
يا كلّ مافي فؤادي من تراتيلٍ
نثرتها فترنّحتْ على نحري
وجئت أذرو صباباتٍ على مُقلي
توسّد الحرف مقتولاً على سطري
ما كنتُ أدرك أنّ الحبّ قيّدني
حتّى رأيتُكِ تغتالين أفكاري
تستيقظين بأحلامي فأسردها
على خيالي فيأبى البوح أن يسري
أضعتُ فيكِ حروفي وابتسامتها
وجئتُ أبحث في عينيكِ عن شعري
وجدت أنّ الروح تستمري تسلّطكِ
وأنّ قلبي سواكِ ليس يستمري
فراشةٌ نُقشتْ في صدرك الزاهي
سكّينةٌ زُرعتْ في منتهى صدري
و طرحةٌ بيضاءٌ مزهزهةٌ
صارت سواداً على عيني وفي نظري
في مقلتيك عفا عنّي البياض ولم
تطلقْ سراحي رموشٌ حاولت نحري
حملتُ قيدي فضاج القيد من صبري
يا ويح قلبٍ يداوي الموت بالصبر
يا ويح من عشق الخيال يستجدي
طيفاً يلوّح بالتسهيد والغدرِ
يا للسهاد جفاني النومُ أرّقني
مالي وللنومِ قاطعني بلا عذرِ
هلّا نقشتمْ على صدري بحنّاءٍ
فالورد في الظهرِ قد أعيا ليا ظهري
لمّا رأيتُكُ تستلقين في دعَةٍ
غفتْ نجومٌ وساد الصمتُ في القمرِ
لا تمقتيني فإنّ الصمت أرهقني
وكنتُ دوماً أقولُ الشعرَ في حذرِ
واليوم لن استحي من قولِ قافيتي
لعلّ قولي يسلّيني عن القهرِ
سلامُ يا بنتَ أمّ الناي والشادي
هلّا عزفتِ على قلبي وأوتاري
هلّا عزفتِ فإنّ العزف يأسرني
أسراً ولا يستحي من فيضِ أسماري
لبستِ طرحتكِ التي تلاحقني
كالذئب يرنو ليقتلني بأسفاري
يا ليتها مذّ لبستها مهفهفةً
صارت مضرّجةً من دمعيَ الجاري
يا ليت حتفي أتاني قبل ان تَذَري
روحي معلّقةً في محبَسٍ هاري
هل كنتُ أرتاح من همٍّ يؤرّقني
أم أنّ عينيكِ لن ترضى بإنذاري
روحي أريحي رياحي من تباريحي
و روِّحي عن رحى روحي بمقدارِ
روحي تحرّتْ حواراً قد يحرّرني
حاورتُ راحي فحار الراح من حبري .
بقلمي : رياض دعبول
صلوة - سوريا