نفحات من الأدب والفن من النشيد الثامن إلياذة هوميروس اجتماع الألمب
الأدب فن إنساني اعتمد للتعبير عن مكنونات وآمال وآلام الشعوب، ورغم اختلاف البئات واختلاف المشارب والأهواء فإن الأساس واحد.المهم والجيد أن الآداب بناء على صبغتها الإنسانية يتم تبادلها أخذا وعطاء وتأثرا ،هذا نموذج من الأدب اليوناني القديم وقد لمسنا فيه الحكمة وجمال الصورة والوصف واطلعنا على المعتقدات السائدة ورغم الخيال الجامح واللامعقول إلا أن الجمال يطغى ويعم.. هذه نفحات من إلياذة الشاعر اليوناني هوميروس ترجمة الأديب والشاعر الكبير سليمان البستاني.وقد برع الشاعر في نقل أحاسيس ومشاعر الأديب الكبير هوميروس وقد أبدعت وتفوقت اللغة العربية في نقل تلك المشاعر والأحاسيس بكفاءة وأمانة وجمال وكمال
المقدمة: شرح ما دار في اجتماع الألمب والقرارات
أطل الفجر بوجه سمح صبوح يحمل مرهف النور الذهبي يهاجم به بقايا الدجى المتخفية في أماكن الظل.هذا ما تضمنه وصف هوميروس لفجرٍ طالما انتظره رب الأرباب زفس zeus ،الذي بات ليلته مهموما منشغلا مفكرا في أمر الحرب الدائرة رحاها بين الطرواديين والإغريقيين وكفتها الراجحة للطرواديين ،بسبب استقالة آخيل بطل الإغريق على خلاف بينه وبين الملك أغا ممنون،حيث ترك قومه بلا ظهير.وضع زفس جدول أعمال لما قرر وقدر، ثم استدعى الآلهة ليتلو عليهم ما قرّره وقدّره،وليتوعد ويحذر ويذكر. ركل الأرض بقدمه فاهتزت وزلزلت لينهض جموع الآلهة مرعوبين مرتجفين ، تبع ذلك صوت فاق الرعد صم آذانهم نهرهم مشيرا إلى قمة جبل الألمب،المكان الذي اختاره ليعقد فيه الاجتماع،هذاالاجتماع الذي خصصه لتنبيه الآلهة وتحذيرهم من الانتصار لأي فريق ودعوتهم بصرامة وجد إلى البقاء على الحياد مهما كان المنتصر او المنهزم،عقدت الجلسة وفيها صال زفس وجال أصاخوا جميعا حرمة وتهيبا، ولم يستطع أحد منهم أن ينبس ببنت شفة،خوفا من بطش مثيرالصواعق.وكان الاستثناء عندما تدخلت آثينا (ابنته المدللة) وهي تحاول انتقاء الألفاظ راجية أن يسمح بالتدخل لا بالمشاركة في المعركة بل بالنصح والتوجيه، لان لها زفس وبش في وجهها، ووافق على طلبها. وهذه نفحات من النشيد السادس تصور الأحداث .وكان لقوة وثراء اللغة العربية جميل الأثر في وصف الأحداث ودقة تصوير المواقف والوقائع وقد ابدع البستاني في الترجمة وانتقاء ما اشفى وأوفى من الألفاظ والتعابير التي زادت الإلياذة جمالا وتالقا بزّ الأصل وتفوق عليه. .وقد برزت الروعة في الأبيات الأخيرة لما انتهى الاجتماع واحضرت العربة ووصفها ووصف الجياد والمسافات التي طويت.
الملاحظ أن جميع لغات العالم لم تجد الترجمة الوافية الشافية الكافية لشطر البيت:كسا الفجر وجه الأرض ثوبا مزعفرا. وكانت الصعوبة في اختيار لون الزعفران الأصفر المشوب بالحمرة.
أحمد المقراني
.
كسا الفجر وجه الأرض ثوبا مزعفرا°°°وزفس أبو الأهوال في أرفع الذرى
على قمـــــــة الألمـــب تُصغي مهابة°°°لمنــــــــطقه الأرباب ألّف محضرا
فقال"(ليعلم كــــــــــــــل رب وربـة°°°بما اليوم في صدري فؤادي أضمرا
فلا ينبذنَّ الأمر عاص بــــل اذعنوا°°°لأُنفــــــــــــذَ ما أبرمت أمـرا مقدرا
لنصــــرة أي القــوم من يجر منكم °°°يؤوبــــــن منكوبا يخضبه الــــــــدم
وإلا فمن شــــــــم الألمب براحتي °°° إلى الظلمات الدهــــــم يلقى ويرجم
إلى جيث أبواب الحديد قد استوت °°°على عتب الفــــــــولاذ والقعر مظلم
إلى هــوة بيــــن الجحـــــيم وبينها °°°مجال كأقصى الجو عن أسفل الثرى
فتدرون كـــم بالطَّول أسمو وأشرف°°°وإن شئـــــتم فابلوا الحقيقة تعـــــرفوا
وأرخوا مــن الزرقا سلاسـل عسجد°°°وكلـــــــكم في منتـــــــــــهاها تألفوا
فلن تبلـــــغوا من زفس وهو وليكم °°°منـــــالا وإن تعــــــــنوا وإن تتكلفوا
ولكنني أيـــــــان شئـــــت جررتها °°° ومن دونــــــكم اجتر أرضا وأبحرا
ومن حولي أولمبي الرفيع أديــرها °°°يعلق فيه الكــــون وهـــــــو أسيرها
فيعلم كل الجن والإنــــــــس مبلغي°°°من الطَّول والأكــــــوان أني أميرها)
أصاخوا سكــــوتا حرمة وتهــــيبا °°°فقالت آثيــــــنا يستـــــــفيض زفيرها:
(أجـــــل أبتـــــا يا قيم القوم جمـلة°°°قــــواك علمنا لن تديـــــن وتقهـــــــرا
ولكننا نــــــرثي لحال الأغـــــارق°°°يبيدهم المـــــقدور تحــــت اليلامـــــق
أطعنا فــــــلا نأتي النـــزال وإنما °°°نمـــدهم بالــــرأي خــــــــوف البوائق
وإلا فهذا الســـخط يجتث أصلهم)°°°فــــبش لها يرنو مثيــــــــــر الصواعق
وقال:(لئن راعـتك مني صـرامة °°°فعــنك جميل الــرفق لســــت لأ ذخرا)
ولاحت تزيـن الخيل من تحت مضــمد°°°حــوافر فـــولاذ وأعــــراف عسجد
بمركــبة غراء نــــــاط صــــــروعها°°°وفــــي حلة الإبــــــريز حــلَّ بسؤدد
وفي يــــده سوط النضار يســــــوقها °°°من القبــــــة الزرقاء للأرض تغتدي
فبُلِّغ إيذا جمة السيـــحِ منــــــــــــهلا°°°وأم الضـــــــواري واستقرَّ بغـــرغرا
0 التعليقات:
إرسال تعليق