الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

حيرة لاجئ على طريق الغربة /خاطرة نثرية بقلم المبدع السوري الشاعر الأستاذ عبد الرحمن حمدونة

حيرة لاجئ على طريق الغربة...

ما بك يا عبد الرحمن .. ؟
هل ضاقت بك السبل وهاأنت تقرر السفر ؟!
تذهب لتجلب جواز سفرك وتذكرة الطيران
تلملم أغراضك في شنطة واحدة على أنغام أغنية  "خلاص مسافر "
تسير مسرعاً بإتجاه المطار كي تلحق موعد الطائرة
ينظر لك موظف المطار بإستغراب ليرى ابتسامتك ودموعك معاً
تودعه وتذهب لمدرج الطيران تصعد الطائرة
وتفتح كاميرا جوالك لتلتقط صورا لمدينة أحتضنتك منذ ولادتك
ترتفع الطائرة شيئا فشيئا حتى ترى بلدك من بعيد كأنها الجنة
تنظر أخر نظرات إليها من الشباك لتغيب ملامحها
تهبط طائرتك في مطار إحدى الدول
تقابل عامل الجوازات بلطافة كي يستعجل امرك
تخرج من المطار تفرح وتندهش انك اجتزت حدودا كثيرة
تأخذ تكسي ليوصلك مقر سكنك
تجلس في التكسب تفتح الشباك تنظر لعظمة البنيان الشاهق
تمشي وتخطو بشوارع تبهرك روعة رصفها
تصل مكان سكنك ترتاح قليلا لتذهب وتتعرف على أماكن مختلفة
تنام وتصحو كانه حلم تسمع لهجة مختلفة عن لهجتك
وعادات وتقاليد تختلف عن عاداتك
تجلس في أحد المقاهي تكلم اصدقاءك على مواقع التواصل الاجتماعي
وتلتقط لهم صورا لبلد لم يزوروه وانت سعيد بهذه التجربة
تسمع الناذل يكلمك بلهجة لم تسمعها من قبل تقول بينك وبين نفسك مالذي جلب هذا الشخص لبلدي هنا تستعيد وعيك لتتذكر انك انت في بلده
وهنا يبدأ الصراع الداخلي بينك وبين غربتك 
يا صديقي في الغربة شي قاتل يقتحم داخلك
لا تعلم هل شعورك هكذا يولد من الغربة
ام ان هذا الشعور قائم منذ الأزل
هل تعرف يا عبد الرحمن ماذا يعني ان تكون لاجئ ؟؟

يعني أن قدمك ستدوس تراب لم يمتزج مع جسمك من قبل ,
يعني ان تتنفس هواء لم يعتاد عليه صدرك ,
يعني ان يرفرف فوق بيتك علم  لايشبه بألوانه لون علمك ,
وتتغير احلامك ,  وتتكلم  لغة جديدة لم تنطقها شفاهك من قبل ,
وان تحمل هوية لا تشبه هويتك ..

أن  تكون لاجئ ...
يعني أن تعيش بين مفترق طرق بين الماضي والمستقبل ..
أن تقف محتار تتقدم خطوة او تترجع خطوة ..
أن تتنظر عودتك لبلدك او تبني منزل جديد ..
منزل لايشبه منزلك لا يوجد فيه دفئ ولا فيه روح ..
وفي النهاية هو محطة تقف عندها
تنتظر من يأخذك لعالم جديد او يرجعك لوطنك ..
محطة فيها نسمات هواء قوية  تضربك من كل الجهات
إن أشرقت عليك الشمس تحرقك
ومطر غيماتها يغرقك ,
الغربة هي أن تبقى تائها بين دفاتر ذكريات قديمة وبين مستقبل لا يعنيك
وعتبات دروب لم تمشي فيها من قبل
ليس لك فيها ذكرى مع اخ او صديق او حتى عدو ...
الغربة هي سجن لكنها بخمس نجوم
تشاهد فيها النجوم  وتشعر أن نجومها براقة لامعة
ولكنها تختفي مع مرارة الواقع الذي تعيش فيه انت
لانها أشبه لنجوم الظهر
..
#عبدالرحمن
✍🏻بـقـلمــہ عےـــــــــــبــــــدــ.ے®™
..

0 التعليقات:

إرسال تعليق