الأحد، 4 يونيو 2017

عزف في عرس الذئاب بقلم الشاعر علاء الغريب

{ عزف في عرس الذئاب }

رسالة من مناضل
في الشهر الفضيل
لا تسهى عينه ولا تميل
ولا يرخي نصب خيوط ظلال أجفانه
على حماية وطنه
ولا تنام أنفاسه على نزيف أوجاعها
كتبها بدمائه
على مناديل أوراق الريحان
..... ها حالنا
وها نحن نزرع رايات نصرنا
في جبالنا وسهولنا ووهادنا
ونصوم ويدنا على زنادنا 
فإن رمضانكم
هو غير رمضاننا
..........2
أنتم تُشمرون عن سواعدكم
وتتهيأون بـ سكاكينكم وملاعقكم
خلف تلال موائدكم
ونحن نُشمَّر أجسادنا النازفة
خلف متاريس أهات أوجاعنا
..........3
بخِّروا كل مساء اثوابكم الندية
بـ برائحة العنبر والعود
ودعونا  نُبخَّر بالفداء والبارود
أمتار أكفاننا
وافطروا على أنغام رومانسية الفنادق
ونحن نتسحَّر المجد بالخنادق
مع عزف البنادق
مواويل على صدور غُزاتنا
ونكتب على جباهنا
صيحات عزة أمجادنا
.........4
أنصتوا لصوت المدفع
فـ مدفع رمضانكم
بين زئير مدافعنا
لا يُسمع
وعلى صرخات خنادقنا
تتلاشى شفاه السكوت
فهيئوا عصائر شراب التوت
وعصائر قمر الدين والمشمشَ
وسلال التمر المزركشة
والزبيب المقرمشَ
ودعونا نحن نشرب
بعد آذان المغرب
كاسات الوحل والطين
من ثدي أرضٍ ارتوت
بدماء معركة حطين
فوالله إنها منعشة
أكثر من نهر كوثر
قدم من جنة الخلد يتبختر
وعدنا به الرحمن
.........5
ترقبوا لُسْن ( سحالِ )
ساعاتكم الكئيبة المملة
الزاحفة على صحراء
زبد بُطُون خواركم
وادعوا لها لكي تُسرع
لينطلق عواء ذئابكم
على لحوم عجل في شهره الأول
وحاشي على منسفٍ متجندلٍ
بالجوز واللوز
وطيور البط والوز
والدجاج
     والنعاج
         گـ عجاج
صهيل قطار مُسرع
    لتبدأ زمجرة الوليمة
حتى وداع جميع الأطعمة
وتُصبح بطونكم أفعى متورمة
ويخبو وينام نعال اللسان
........6
أما أنا
فإن الأرض هي وسادتي
وسماؤها غطائي
            وليل دعائي
  وبرواز لـ صورة بحبوبتي
                وكتاب حكايتي
فأرجو يا سادتي
أن لا تضيع وسط ليلكم رسالتي
وتسقط بين الأقدام 
وسط هذا الزحام
وتتقاذفها أحذية النسيان
.........7
فـ كل عام
  وكل رمضان
       وأنتم كرام
تتظللوا تحت رايتنا
ونحن نهز الأرض
طولاً وعرضا
لنصنع  شموسًا لمجد أمتنا
من سماء هامتنا

        علاء الغريب / كاتب صحفي

0 التعليقات:

إرسال تعليق