الأحد، 16 يوليو 2017

قصيدة : " الرحيل " بقلم الشاعر الراقي : عبد الرحمن حمدونة


الرحيل 

- 1-

مشتاق لكِ يا حلمي
فأنا عاشق والعشق يجري في دمي
مشتاقٌ لأن أرسمك لوحةً فالريشة بعد مني لم تسئمِ
مشتاق إلى كل قبلة حلقت من سماء فمك إلى غيم فمي
مشتاق إلى نَهدكِ الذي يدور في الصدر كالبرعمِ
مشتاقٌ لأن أكتبك قصيدةً فالشعر لدي غير محرمِ
أنا عاشق وبعشقي تضرب الأمثال
أنا شاعرٌ وبشعري يولد الكمال
حبيبتي نهر الحياة في دمي .. 
وبغير دَمِها حياتي كلها محال ..

- 2 - 

أين أنتِ حبيبتي ولماذا مني تهربين ..؟
أبحث عنك منذ زمن وأنتِ لا تكترثين
بحثت عنك بين التواريخ والأيام والعصور
بحثت عنك بين الأقلام والدفاتر القديمة والسطور
أين كنت تهربين وأنا شاعرك الحزين
أبحث عنك منذ زمن وأنت لا تكترثين
حزينٌ أنا وحزني  حزن العصور
كئيبٌ أنا كمدمن شارب الخمور
أعدو .. ثم .. أعدو ..
 وأكتشف أني ما زلت واقفاً في قلبك المهجور 
 
-  3 – 
 
ماذا جرى يا ترى أصبح القلب بعد غيابك حائر ..؟
صار القلم من غير حضورك يرتعش في المحابر  ..
لا يريد الكتابة فأن الشعر من بعدك مسافر  ..
هل انتهى كل شيء ..؟
وهل خاتم الخطبة هذا أنهى حبنا الطاهر ..؟
وهذا الحب الكبير هل  صار في نظرك كافر ..؟
وعيناي الباكيتان من سيمسح عنهما الدمع الثائر  ..؟
من سيكتبك بعدي قصائد ومشاعر ..؟
من سيحييني لأحلق في السماء كطائر ..؟
كيف سأعيش أنا ..؟؟
وإنساناً أخر ينهش حبك الساحر ..؟
وقلبي الذي أحبك وكأنه طفلٌ يرضع من ثديك
أستتر كيه كطير كاسر  ..؟
كيف ستعيش زهرةٌ والماء مقطوع في البيادر ..؟
كيف سأعيش أنا ..؟؟
وإنساناً أخر ينهش حبنا ويمحِ  شعرك الطاهر ..؟

-  4 –
بعد رحيلك .. بعد رحيلك ..
 مات الشتاء في شفتيك
مات الجمال في عينيك
ماتت الأثارة في نهديكِ
مات الحب تحت قدميك
فأنت قمرٌ وإن لم ترى عيناي الجمال كلهُ
دعتني إلى الموتِ المقابر
دعتني إلى الموتِ المقابر 
..
 بقلم الشاعر : عبد الرحمن حمدونة 
..

..


0 التعليقات:

إرسال تعليق