(( تراتيل قلبي ))
---------------
دعيني....
أتلو بعض تراتيل قلبي ،
وأنثر بنبض القوافي
ما يثير بياض الكلام
تكبيرات حروف الوجد
بين صفوف السطور
كأنها سرب يمام يشدو
لمآذن الفجر بأصواتٍ رخيمة.
دعيني....
أغار من فصول أيامٍ
رشقتك بباقات الورود،
من كؤوس الغرام التي
لامست شفتيك قبلي،
بجنون قبلات حميمة.
من النفس يسافرني السؤال،
لما يدحض الماء برهان وجهك !
بمرور سحب صيف عقيمة !؟
فمنذُ انهمار حبك مطرا
وسنابل الأرض لم تعد
تطعم صغار العصافير
فتات قمح سمرتها،
فأنتِ بتباشير العمر فيضا
يفوق احتمال مخيلة البحور
وأنتِ سماء بالصدق تجود
بأيادي بيضاء كريمة،
دعيني....
امسح أغنيات الشجن
بمنديل نظيف،
شهقة الحنين بحلق النوافذ
مغمضة العينين تصعد
لطيف حبيبة مواسمها
استوطنت هبوب الغيمة.
دعيني....
أُحطم أصنام المسافة ،
وأغلال سجون التشرد،
وكل أسوار الغربة الأليمة.
أحطُ رحال اشتياقي
في واحات الفيافي
شمس النهار بالأفق البعيد
تخيطُ من الصحراء خيمة،
وبالليل حين يتلألأ جمالك نورا
يتوقف الظلام عن الطواف
والنجوم في نعاس المواعيد
ترسم من الضوء ابتسامة ،
الحلم يلمُ جناحيه ويغفو.
فوق صدر الوسادة اليتيمة.
دعيني....
أصير سقراطا فيلسوفا،
دون خوف أو تردد
أجادل هذا الزمن البخيل
الذي ادمن السفر والرحيل ،
قطار السنين يفرُ لجبال الجليد
كجندي يجر أذيال الهزيمة !
أصيرُ أخيلا عظيما
يأخذني حصان خاطف،
كبساط السندباد
إلى طروادة مدينة الحب،
لاحتساء ما يدلق القمر نخباً
في أساطير الإغريق القديمة.
دعيني....
أدون تفاصيل اعترافي،
بأني اليكِ أضعت الطريق ،
وأعلم انكِ بالدرب نعم الرفيق،
وان طال غيابي حتما اعود
فأنتِ ملاذي وداري
تستقبليني بنوايا سليمة ،
وأنتِ لخطاياي عذري
وعفوي الوحيد ،
تغفرين زلاتي الجسيمة .
:
:
امير القحطاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق